تحليل نص نهج البردة للاستاد عبد الاله الطويل


الاكادمية الجهوية لطنجة تطوان نيابة طنجة أصيلة د عبد الإله الطويل دسص ذج د تقديم إن شعر المديح النبوي شكل من أشكال التعبير الأدبي المعبر عن العاط ة الف دينية والتعلق بشخص الرسول ص و التغني بفضائله و معلوم أن هذا الفن الشعري نشأ في المشرق العربي في زمن الرسول ص ثم تطور على يد شعراء كثيرين غيران النموذج الذي ظل يستقطب اهتمام الناس و خاصة الشعراء الذين عمدوا إلى معارضته كان متمثلا في شعر البوصيري ق7ه و إذا كان البارودي قد عمل على إحياء الشعر العربي الحديث و استحق بذلك لقب إمام المدرسة الإحيائية التقليدية فإن الشاعر أحمد شوقي 1868-1932م قد استطاع من جهته أن يصل بالشعر إلى قمة النضج الفني الذي بلغه عند المحدثين في عصر النهضةو قد تضافرت جملة من العوامل في بلورة شخصية شوقي و شاعريته لعل أبرزها انفتاحه على الحياة الجديدة و الثقافة الغربية فاستطاع بذلك الجمع بين مقومات الشعر كصناعة لها أصولها و كفى يقوم على القريحة المهذبة و الإلهام الفياض فكان حسب حطه quotعلم مدرسة الإحياءquot فاجتمعت حوله كلمة الشعراء و النقاد على حد سواء و أعلنوا عن مبايعته فاستحق بذلك لقب quot أمير الشعراء quot فما هي إذن أهم خصائص و مميزات شاعريته و إلى أي حد كان ممثلا للخطاب الإحيائي وما مدى إسهاماته في تطور الشعر العربي ملاحظة النص شكل النص الفضاء النصي الشكل الطباعي قصيدة عمودية جاءت وفق نظام الشطرين المتناظرين التمفصلات النصية تعدد التيمات الموضوعات العنوان بنية جملية إسمية تتكون من مركبين إسميين تجمع بينهما علاقة إسنادية نهج مضاف و البردة مضاف إليه و على المستوى المرجعي الدلالي يحيل المكون الأول على عملية quotالمعارضةquot اقتداء أحمد شوقي كشاعر محدث و إتباعه لنموذج شعري قديم سيعمل على إحيائه إحياء النموذج و بمعنى أخر فنحن إزاء تعالق نصي فهناك نص متعلق به بردة البوصيري و نص متعلق بردة شوقي 25-24 -12-4-2-1 الأبيات
1-الفهم تدور معاني هذه القصيدة حول ثلاثة محاور أساسية محور الغزل مقدمة غزلية من ب1-ب4 و يتحدث فيه الشاعر عن وقوعه في تشري المحبوبة التي رمته بسهام الحبفاصابة كبدة لكن الشاعر يبدوا غير مكترث لذلك الحب المادي والنزوة العابرة وذلك على الرغم من جمال المحبوبة الفتان كما عبر عن ذلك بطريقة موحية تنأى عن كل مباشرة و تقريرية ش2 من ب 1-ش1-من ب 2 بل يبدوا ان الشاعر مهتم بما هو أسمى وأنبل من ذلك الحب المادي المحكوم بالفناء و الزوال انه الحب الصادق الخالص لشخص الرسول ص وبذلك يكون الشاعر مترسما خطى الشعراء المتقدمين ليس فقط في استهلال القصيدة بالمقدمة الغزلية وإنما أيضا فيما كانوا يسمونه ببراعة الاستهلال و المتمثل في سهولة المطلع وتطرقه للمعاناة الوجدانية و العاطفة وارتبط البيت الثاني بالبيت الأول ارتباطا وثيقا ريم على القاع يا ساكن القاع إضافة إلى الإشارة السريعة إلى الغرض الرئيسي ب4 محور النفس من ب5 ب11 ويمكن اعتباره تابعا للمقدمة الغزلية حيث تحدث فيه عن النفس الإنسانية وما جبلت عليه من جري وراء اللذات وحب الشهوات ما لم يتم كبح جماحها وترتيبها على الفضائل و تهذيبها بالأخلاق الحسنة كل ذلك عبر عنه الشاعر في بنية حكمية تضمنت بعض الوعظ للذين يناسقون وراء هواهم في دار محكومة الفناء ليجدوا أنفسهم قاب قوسين أوداني من دار البقاء مطوفين بزلات النفس صحائفهم مسودة بما اكتسبوا من خطايا ب8 وقد سمحت هذه المقطوعة للشاعر بالانتقال للغرض الرئيسي المديح النبوي وذلك من خلال حديثه عن ذنوبه التي كثرت وعظمت مما جعله يبحث عن الملاذ الإخلاص والذي لن يكون عبر البحث عن الشفاعة ومن سيشفع فيه غير عين الرحمة محمد صفوة الباري وخير البريئة وخير معتصم ويذلك يكون الشاعر قد حقق حسن التخلص بالانتقال من تيمة إلى أخرى دونما إحساس بقطيعة بين أجزاء القصيد وإنما في حفاظ تام على التئام أجزاء النظم محور المديح النبوي الغرض الرئيسي من ب 12 ب 25 وفيه ينتقل الشاعر للحديث عن صفات الرسول ص الخلقية و الخلقية مبرزا مقامه عليه السلام بين الرسل و الأنبياء بل إن هذا المدح سيشمل أيضا آل البيت الأطهار وصحابته الكرام ومن الصفات الخلقية التي امتدح بها الرسول الرحمة المنزلة الرفيعة التي خصه بها الله تعالى فهو المصطفى من طرف الباري عزوجل كما وقف عند سمو مقامه ونوره ب13 كما أشار إلى رسالته الخاتمة لجميع الأديان و الصالحة لكل زمان و مكان بل ان الزمان لا ينال منها وإنما يزيدها جلالا وقدرا ومن صفاته الخلقية كذلك الحسن و الجمال كما وقف على بعض صفاته الخلقية كالجود و السباحة و الشجاعة ليختتم قصيدته بالصلاة و السلام الاتمين على الرسول ص وعلى آل البيت الطاهرين وصحابته الأربعة الكرام ثم الدعاء للمسلمين باللطف ورفع الذل عنهم وإتمام الفضل عليهم و الإحسان إليهم في النهاية كما كان الحال في البدء وبذلك يتحقق للقصيدة حسن الاختتام 2 -التحليل المعجم شكل معجم هذه القصيدة أداة للتعبير عما يختلج ذات الشاعر في عاطفة صادقة اتجاه شخص الرسولص لذلك فان حقوله الدلالية جاءت على الشكل الأتي - حقل ديني محمدصفوة الباري ورحمته بغية الله النبييون الآيات يا رب صل وسلم نزيل عرشك خير صلاة آل له الصحب - حقل المديح شاؤهشاهالشمسالضوءالجرم في فلكالبدرالبحرشم الجبال الليث دونك سابا حسنشرفخيركرم كما يمكن أن نميز بين حقل دال على الصفات الخلقية حسن-بناؤه-بناه- آياته جدد والأخر دال على الصفات الخلقية خير- باسا-شرف- كرم ويبقى حقل المديح و الحقل الديني هما المهيمنان وذلك باعتباره هو الغرض الرئيسي كما نستنتج أن الشاعر متع بعض ألفاظه من الموروث الشعري القديم المعجم القديم الريم الأسس-الجؤدر - السهم الأنجم - الزهر شم الأنوف الليث كما أن
الشاعر لم يخرج عن أصل من أصول عمود الشعر العربي بتعلق الأمر بمشاكلة اللفظ للمعنى ولعل هذا ما يتجلى من خلال حقلي الغزل و المديح الصور الشعرية نلاحظ أن الشاعر اعتمد على صور قائمة على المشابهة التشبيه ب 12 -13-16 -18 و الاستعارة ب 1-3-4-9 إضافة إلى صور قائمة على المجاورة ب 17 -21 وعموما فهي صور تقليدية لم تخرج عن التشبيه والاستعارة و الكناية كما أنها بسيطة حسية في معظمها وجزئية كما أن وظيفتها تبقى تزيينية ليس إلا الأساليب زاوج الشاعر بين أساليب خبرية ب 1 ش1 ب 2 ش 1 ب 3 ب 4 وأساليب إنشائية تمثله أساسا في النداء ش 2 ب 2 - ش2 ب3 ب 5-8-9 وأسلوب الأمر ب 2 -ب 10 إضافة إلى الدعاء ب 20 22 -24-25 و النهي ب 24 وإذا كانت الأساليب الخبرية قد ساهمت في إبراز فضائل الرسولص و الإخبار عن خصاله و صفاته عليه السلام فان الأساليب الإنشائية قد عكست عاطفة الشاعر الصادقة اتجاه الممدوح كما أنها ترجمت أحاسيسه المختلفة و معانته الداخلية لذلك نجدها تنوعت بين النداء والأمر والدعاء و النهي كما اعتمد الشاعر على الجمل الفعلية بحيث نلاحظ أن هذه الأخيرة هيمنت على الجمل الاسمية كم نلاحظ أن زمن الفعل توزع بين زمن الماضي الأفعال الماضية احل رنا جحدتها كتمت راعها وأخرى مضارعة تخفي يفني يبقى يبكي يجعلني إضافة إلى أفعال دالة على الأمر قوم أو الدعاء صل سلم ألطف تمم وهكذا نلاحظ أن ه هذ الأفعال قد اتسمت بالشمولية وغطت جميع الأزمنة فهناك الحاضر والماضي و المستقبل وهو ما يتلاءم وغرض القصيدة ما دام الجو الذي تنفست فيه ههذ التجربة الشعرية يتعلق بالخطاب الديني وبشخص الرسول ص الذي امتازت رسالته بالاستمرارية فهي صالحة لكل زمان و مكان ب 15 وبذلك استطاع الشاعر ربط الماضي المجيد للأمة العربية بحاضرها وان كان واقعها مخالفا لماضيها المجيد ب 23-24 ولذلك فهو يعتصم بالرسول ص الممدوح بل انه عبر توظيفه لأسلوب الأسر الدعاء يطمح لواقع أفضل ويستشرف المستقبل الوعي الممكن مقابل الوعي الكائن القائم رجال المسلمين الاستعمار أما بخصوص مرجع الضمير فنجده قد توزعا عموما بين ضمير المتكلم المفرد الذي يعود على الشاعر خاصة في شريحة الغزل وضمير الغائب المفرد الذي يعود على الممدوح الرسول ص وكذلك ضمير المخاطب خاصة في البنية الحكمية محرر النفس إضافة إلى ضمير الغائب الجمع الذي يعود تارة أل البيت الطاهرين والصحابة الأجلاء وتارة على المسلمين بصفة عامة كما نسجل حضورا لافتا لبنية التضاد أسلوب الطباق مبكية مبتسم مسودة مبيضة جددالقدمطاولتها انخفضت وهي طبقات إيجاب إضافة إلى طباق السلب انصرمتغير منصرم البنية الإيقاعية - أ الإيقاع الخارجي القصيدة من بحر البسيط وهو من البحور الطويلة النفس يتشكل من ثمان تفعيلات وهو ما يتساوق غرض المدح اذ يتيح للشاعر إمكانية التعبير عن إحساسه وإبراز فضائل وسجايا الممدوح وهو نفس الوزن بحر قصيدة البوصيري التي يعارضها احد شوقي أما القافية فهي عبارة عن 00 وروي القصيدة هو الميم إضافة إلى التصريع في ب1 العلمالحرم
- ب الإيقاع الداخلي ويمك أنن نجلوه من خلال التكرار سواء على مستوى بعض الصوامت كصامت الميم و أولام على مستوى بعض الصوامت الياء وألا لم وكذلك على مستوى بعض الكلمات تكرار التطابق النفس - يا نفس - لنفسي الأخلاق-الأخلاق خير خير أو تكرار التجانس خاصة الجناس الاشتقاقي بدعها داعي انصرمت منصرم واسمتها تسم إضافة إلى التوازيات سواء منها التركيبية أو الصوتية كل دلك ساهم في خلق إيقاع داخلي تضافر مع عناصر الإيقاع الخارجي لخلق موسيقى داخل القصيدة خاصة وان الموسيقى تعتبر سمة مميزة للشعر العربي القديم 3 التركيب و التقويم والخلاصة التي ننتهي إليها سواء من خلال قراءتنا لهذه القصيدة أو من خلال استقرائنا المجمل قصائد الشاعر هي أن تأثير احمد شوقي كان عميقا في تأصيل الاتجاه الإحيائي الاتباعي بحيث مثل الكلاسيكية في أهم عناصرها حتى عد في رأي معظم الدارسين أقوى شعراء الخطاب الإحيائي ويتجلى ذلك إن على مستوى المبنى أو المعنى بناء تقليدي قائم على تعدد الإغراض غرض القصيدة المديح النبوي اللغة تمتاز ألفاظها من الموروث الشعري القديم الصور تقليدية و حسية في معظمها ذات وظيفة تزينية جزالة الأسلوب الاحتفال بالموسيقية من خلال إيقاع داخلي كما شغف بالحكمة التي استخلصها من تجاربه في الحياة اجترار نفس القيم التي تغنى بها الشعراء القدامى الكرم الشجاعة الشرف كما يتجلى المنحى الاتباعي عنده في معارضة نموذج البوصيري وتأسيسا على كل ما سبق يمكن الجزم بان شوقي يعتبر شاعرا تقليديا
تحميل

PDF

50974 مشاهدة.

HK Prod

HK Prod

أرسلت .



كلمات مفتاحية :
تحليل نهج البردة للاستاد عبد الاله الطويل
تحليل نهج البردة للاستاد عبد الاله الطويل wetud docs ...