خصائص التفكير المنهجي في الإسلام

wwwstartimescom By saidiyato خصائص التفكير المنهجي في اإلسالم I - أسس ودعامات منهج التفكير في اإلسالم ا- مفهوم المنهج لغة واصطالحا المنهج لغة هو الطريق المستقيم الواضح الذي يوصل إلى الغاية بسهولة ويسرواصطالحا هو مجموع القواعد العامة والخطوات والقوانين المنظمة التي تحكم عمليات العقل خالل البحث والنظر في مجال معين ب- أسس ودعامات منهجية التفكير في اإلسالم 1- وحدانية الخالق في الذات والصفات والفعل قال تعالى في سورة الشورى صري الب يع سم ال و ه و ء شي ه ل ث كم س لي 11 فاستقامة العقل المسلم تكمن في إيمانه بوحدانية هللا كأساس مسلم وبديهي غير قابل للنقاش وانطالقا من هذه الحقيقة يتشكل الفكر اإلسالمي الصحيح ويتميز عن غيره من المنظومات األخرى وتكون المعرفة الناتجة عنه معرفة إسالمية 2- استخالف اإلنسان في الكون خالفة رعاية وإعمار وتسخير وهي مسؤولية مناطها حرية اإلرادة والقرار وقدرة مكتسبة من الوعي والتعلم 3- الحرية والتي عليها تتأسس منهجية التفكير اإلسالمي دون حتم أو إطالق فالحرية قرينة الحياة ومفهوم حرية اإلرادة اإلنسانية مركزي ينطوي على ثالثة أبعاد ال يستقيم فهم منهجية التفكير اإلسالمي بدونها أ- بعد حرية العقيدة قال تعالى ي الغ ن م شد الر ي ب د ت ي ن ق د ف ال اه كر ق ل إ سورة البقرة وقال ل ا ل ق و ن م ؤ لي ف شاء ن م ف كم ب ر ن م ن م و ر كف لي ف ش اء سورة الكهف فالحرية في االختيار حق وموقف ومسؤولية ب- بعد حرية الفكر وهو مكمل للحق األول ومتفرع عنه ومرتبط بالقناعة األخالقية للفرد ج- بعد حرية األداء االجتماعي وعلى هذا األساس يجب أن يتم وفق منهج يتكامل فيه أداء الفرد ويتفاعل مع أداء الجماعة كما و نوعا لتحقيق غاياتهم في الحياة 4- السببية وفاعلية اإلنسان فالنظر في المسببات طريق إسالمي لمعرفة السبب الموجد لها ووظيفة المسلم اكتشاف األسباب والسنن الجارية وامتالكها لتغيير الواقع وإقامة المنشود 5 وحدة األمة والدين وهذا األساس أو الرابط ألغى كل الفوارق الطبقية والعرقية وحرر العقول من كل األساطير والفلسفات الحائرة والعادات والتقاليد المحكمة وبذلك ينفتح العقل على الكون وعلى الفكر اإلنساني ككل بنظر فاحص وناقد فينتج فكرا منيرا وعلما نفعا وعمال صالحا II- مصادر التفكير المنهجي في اإلسالم 1- الحس هو المصدر األول للمعرفة البشرية قال تعالى و ع سم ال ل كم ل ع ج ا و ئ شي ون لم ع ل ت كم ات مه أ طون ب ن م كم ج ر أخ ا لل و ون ش كر ت كم ل لع ة د ئ الف و ار ص الب النحل اآلية78 فالحس هو مبدأ المعرفة ومنه يتدرج اإلنسان إلى المعرفة العقلية التي توصل إلى وجود الخالق سبحانه ثم اإليمان به فيصبح ذلك منطلق التفكير والفهم والقيام بمختلف األنشطة على هذا األساس وهناك الوحي مصدر المعرفة والتوجيه فاإلسالم لم يقف عند الحواس فقط كطريق للمعرفة والوعي ألن العقل البشري مهما بلغ يبقى ناقصا وقدرته محدودة وخاصة في مجال الغيبيات فالتفكير اإلسالمي يتميز بالتوازن في مصادره فهو يستمد من وراء الغيب المحجوب ومن صفحة الكون المشهود

wwwstartimescom By saidiyato 2- العقل االستقراء والقياس والتجريب فالعقل مصدر علم الشهادة والوحي مصدر علم الكليات وعالم الغيب وهما يتكامالن فيما بينهما دون تناقض أو اضطراب فالعقل له وظيفته ودوره والوحي كذلك فهو يرشد ويوجه العقل حتى اليتيه ويضيع فيما ليس من اختصاصه ومجاله 3- الكون آيات األنفس واآلفاق قال تعالى في سورة األعراف م ض و الر ت و ا او سم ت ال ل كو وا ف م ظر ن ي ل أو لق ا خ م ا لل ء شي ن فالمنهج اإلسالمي يوجه الفكر للنظر والتأمل فيما حوله مما خلق هللا للدراسة والفهم والتعلم والتعليم كل ذلك وفق شرع هللا سبحانه III- خصائص منهج التفكير اإلسالمي 1 التعدد والتنوع والشمولية تقتضيه شمولية اإلسالم للدنيا واآلخرة للوحي والعقل فاإلسالم يحث العقل المسلم على ن بذل جهده للوصول إلى اليقين ويعيب على أهل الظن قال تعالى ل م إ ع ن م ه ب م ا ل م و ي ل تبع ن إ ون إ ن و ا الظ ق ا ل ن ن م غ ن ل ي لظ ا ئ ش 28 ي سورة النجم 2 وحدة المعرفة التي تربط بين أجزاء الوجود الكوني رغم اختالفها في كل واحد 3 تكامل عالمي الغيب والشهادة فالعقل والنقل في منهج التفكير اإلسالمي متجاوران وكل واحد يخوض في مجاله فالعقل مجاله العلم الظاهر والوحي مجاله العلم الباطن و الغيب الذي هو من خصائصه سبحانه 4 العقالنية فقيمة العقل في اإلسالم تقوم على أسس - القدرة على اكتشاف العالم الخارجي المتطابق مع الواقع - القدرة على الربط والتحليل واالستنتاج للوصول إلى معرفة هللا - كونه جزءا من عالم الطبيعة وتحكمه قوانينها وله حدود ومجاالت ال يتجاوزها كالخوض في الغيبيات التي ال يمكنه إدراكها 5 الوسطية واالعتدال فالحضارة اإلسالمية عبر تاريخها لم تعرف تناقضا بين الروح والجسد أو بين الدنيا واآلخرة أو بين الدين والدولة أو بين الدين والعلم الخ كما حصل في بعض الحضارات األخرى 6 التجديد والذي يعتبر السبيل الستمرار الدين وامتداد تأثيره ويكون بتجديد لألصول بإزالة ما علق بها من شوائب وآثار سلبية وللفروع والنوازل المستجدة الناجمة عن تغير أنماط العيش عبر األزمنة واألمكنة من مؤهل لذلك 7 االنفتاح والهيمنة كما حدث في القرنين الثالث والرابع الهجريين حيث ترجم المسلمون كثيرا من المؤلفات األجنبية المختلفة لالستفادة من منافعها واستبعاد كل ما فيه ضرر أو إحداث بلبلة 8 احتمالية المعرفة الطبيعية حيث اعتبر كثير من علماء المسلمين وعلى رأسهم جابر ابن حيان أن التجربة أساس مهم في دراسة العلوم الطبيعية والكيميائية ولكنها ال تضمن اليقين المطلق 9 االستناد إلى القيم والمعايير األخالقية حيث نجد أن الشرع الحكيم اشترط االستقامة والتزام المسؤولية لسالمة العقل و يقظته ليتوجه إلى جلب النفع ودفع الضرر لتحقيق مصالح الناس في دينهم و حياتهم