تلخيص شامل لكتاب "ظاهرة الشعر الحديث" جميع الفصول


ملخص شامل حول كتاب ظاهرة الشعر الحديث قراءة في كتاب ظاهرة الشعر الحديث للدكتور أحمد المعداوي المجاطي تمهيد يعتبر أحمد المعداوي أحمد المجاطي من أهم الدارسين للشعر العربي الحديث بصفة عامة و ما يسمى بشعر التفعيلة بصفة خاصة إلى جانب نازك الملكئكة وعز الدين إسماعيل وإحسان عباس ومحمد النويهي وغالي شكري وناجي علوش وكمال خير بك وريتا عوض و أدونيس ومحمد بنيس وقد تميز أحمد المعداوي ف دراساته الدبية والنقدية ولسيما ف كتابيهquot ظاهرة الشعر الحديثquot وquot أزمة الحداثة ف الشعر العربي الحديثquot بخبرة كبيرة ف الطرح والتحليل وجدية المقاربة التي تجمع بين التأريخ والتنظير والتحليل وممارسة النقد وتقويم الراء المخالفة ويلحظ أن المعداوي كن ينطلق ف قراءاته من رؤية شاعر محنك ف مجال شعر التفعيلة ومن تصور أستاذ جامعي له ممارسة طويلة ف مجال تدريس الداب و فقه اللغة وعلومها واستيعاب علم العروض والقافية استيعابا جيدا وكل هذا أهله ليكون من أهم الشعراء النقاد العرب الذين تناولوا شعر الحداثة أو شعر التفعيلة بالدرس والتمحيص إلى جانب مجموعة من الشعراء النقاد نذكر منهم أدونيس ومحمد بنيس وإلياس خوري وعبد ال راجع على سبيل التمثيل وسنركز ف هذه الدراسة على كتاب quot ظاهرة الشعر الحديثquot لمدارسته ونقده مضمونا وشكل ومنهجا وتصورا
أ- من هو أحمد المعداوي ولد أحمد المعداوي سنة 1936م بالدار البيضاء وتلقى دراسته البتداكئية والثانوية بين الدار البيضاء والرباط وحصل على الجازة ف الدب العربي من جامعة دمشق كما نال دبلوم الدراسات العليا من جامعة محمد الخامس بالرباط سنة 1971م تحت إشراف الدكتور أمجد الطرابلسي وكن موضوع الرسالة هوquot حركة الشعر كما ح ض الحديث بين النكبة والنكسة 1967-1947مquot ضر دكتوراه الدولة حول أزمة الحداثة ف الشعر العربي الحديث ونوقشت الطروحة كذلك بكلية الداب بجامعة محمد الخامس بالرباط هذا وقد مارس أحمد المعداوي الملقب بأحمد المجاطي كتابة الشعر والنقد كما امتهن التدريس بجامعة محمد بن عبد ال بفاس منذ 1964م و بعد ذلك انتقل للتدريس بكلية الداب بجامعة محمد الخامس بالرباط وكن من المؤسسين الواكئل لحركة الحداثة ف الشعر بالمغرب وقد فاز بجاكئزة ابن زيدون للشعر التي يمنحها المعهد السباني العربي للثقافة بمدريد لحسن ديوان بالعربية والسبانية لعام 1985م على ديوانه الشعريquot الفروسيةquot كما فاز بجاكئزة المغرب الكبرى للشعر سنة 1987م وانتخب ركئيسا لشعبة اللغة العربية بكلية الداب بالرباط منذ 1991م وكن عضوا بارزا ف تحرير مجلةquot أقلمquot المغربية التي كن يترأسها كل من عبد الرحمن بن عمرو وأحمد السطاتي ومحمد إبراهيم بوعلو ومثل المغرب ف مهرجانات عربية عدة وقد كتب المجاطي عدة مقالت وقصاكئد شعرية كنت تنشر بعدة صحف وملحق ثقافية كجريدة quotالعلمquot وجريدة quotالمحررquot وجريدة quotالهدافquot المغربية ومجلة quotآفاقquot ومجلةquot المعرفةquot وquotالثورة العراقية quot وquotأنفاسquot وquotدعوة الحقquot ومجلة quot شروقquot ومجلة quot الدابquot اللبنانية وبدأ أحمد المعداوي كتابة الشعر منذ الخمسينيات من القرن العشرين عندما كن طالبا بالثانوي فكتب قصاكئد پ شعرية عمودية وقصاكئد رومانسية تأثر فيها بشعراء الديوان وأ ولو وشعراء المهجر لينتقل بعد ذلك إلى كتابة الشعر المعاصر مع مجموعة من الشعراء المغاربة الذين سيصبحون ف فترة الستينيات هم المؤسسون الحقيقيون لشعر التفعيلة ف المغرب وهم محمد السرغيني وعبد الكريم الطبال ومحمد الميموني وعبد الرفيع الجواهري وأحمد الجوماري وبنسالم الدمناتي وأحمد صبري وعبد الله كنون ومحمد الخمار الكنوني ومحمد عالهواري وقد سماهم محمد بنيس ف كتابهquot ظاهرة الشعر المعاصر ف المغربquot بشعراء السقوط والنتظارquot
بينما سيسمي تابعه عبد ال راجع شعراء السبعينيات بشعراء المواجهة والتأسيس أو شعراء الشهادة والستشهاد و توف أحمد المجاطي سنة 1995م بعد سنوات زاهرة بالعطاء التربوي والبيداغوجي ومزدانة بالعمل والجتهاد والبداع والكتابة والنقد ب- بنية كتابquotظاهرة الشعر الحديثquot يحوي كتاب quot ظاهرة الشعر الحديثquot 171 صفحة من الحجم المتوسط بمقاس 205 سم ف 135 سم ويضم كذلك قسمين ركئيسيين القسم الول بعنوان نحو مضمون ذاتي والقسم الذاتي بعنوان نحو شكل جديد أما عدد الفصول فهي أربعة وهي الفصل الول التطور التدريجي ف الشعر الحديث الفصل الثاني تجربة الغربة والضياع الفصل الثالث تجربة الحياة والموت الفصل الرابع الشكل الجديد ويلحظ أن الكتاب تلخيص وتمطيط لما قدمه أحمد المعداوي ف رسالته الجامعية المعنونة quotحركة الشعر الحديث بين النكبة والنكسة 1967-1947مquot وما كتبه ف أطروحته الجامعية عن quotأزمة الحداثة ف الشعر العربي الحديثquot ولسيما الفصل الثالث منه والذي الذي سماه بالرسالة الشعرية ويعني هذا أن الكتاب ماهو إل توفيق بين أطروحاته الواردة ف رسالته الجامعية وأطروحته التي أعدها لنيل دكتوراه الدولة ف الدب العربي الحديث 5- مضامين الكتاب القسم الول نحو مضمون ذاتي الفصل الول التطور التدريجي ف الشعر الحديث
الشعر العربي القديم يخضع التطور ف الشعر العربي حسب أحمد المعداوي- إلى أمرين مهمين وهما الحرية والحتكاك بالثقافة الجنبية ولم يتحقق هذا التطور ف الشعر القديم إل جزكئيا ف العصر العباسي مع مجموعة من الشعراء الذين رفعوا لواء الحداثة الشعرية وراية التحول وهؤلء هم أبو نواس وأبو تمام والمتنبي وأبو العلء المعري كما تحقق هذا التطور فنيا ف شعر الموشحات الندلسية على مستوى اليقاع العروضي وعلى الرغم من ذلك فقد بقي هذا التجديد ضئيل بسبب هيمنة معايير القصيدة العمودية التي كن يدافع عنها نقاد اللغة وف هذا الصدد يقول أحمد المجاطيquot غير أنه لبد من القول بأن الشاعر العربي لم يكن يتمتع من الحرية بالقدر المناسب ذلك أن النقد العربي قد ولد بين يدي علماء اللغة وأن هؤلء كنوا أميل إلى تقديس الشعر الجاهلي وأن المحاولت التجديدية التي اضطلع بها الشعراء ف العصر العباسي لم تسلم من التأثر بتشدد النقد المحافظ ل بل إن هذا النقد هو الذي حدد موضوع المعركة واختار ميدانها منذ نادى بالتقيد بنهج القصيدة القديمة وبعدم الخروج عن عمود الشعر فأصبح التجديد بذلك محصورا ف التمرد على هذين الشرطين وف ذلك تضييق لمجال التطور والتجديد ف الشعر العربيquot ومن هنا يتبين لنا أن الشعر العربي القديم لم يحقق تطورا ملحوظا بسبب انعدام الحرية البداعية وقلة الحتكاك بالداب الجنبية مما جعل الثبات أوالمحافظة على الصول هو المهيمن على الشعر العربي القديم ونقده بالقياس مع خاصة التجديد و التحول والتطور
التيار اليحيائي يقوم التيار الحياكئي ف شعرنا العربي الحديث على محاكة القدمين وبعث التراث الشعري القديم وإحياء الشعر العباسي والشعر الندلسي لتجاوز ركود عصر النحطاط ومخلفات كساد شعره عن طريق العودة إلى الماضي الشعري الزاهر لنفض الغبار عليه من أجل الخروج من الزمة الشعرية التي عاشها شعراء عصر النهضة ومن أهم الشعراء الذين تزعموا هذا التيار محمود سامي البارودي الذي عاش على أنقاض الماضي والتوسل بالبيان الشعري القديم مما جعل هذه الحركة الشعرية حركة تقليدية محافظة بسبب مجاراتها لطراكئق التعبير عند الشعراء القدامى ومن ثم فقد كنت العودة إلى التراث الشعري أهم مرتكز يقوم عليه هذا التيار وبذلك فقد أهمل التعبير عن الذات ورصد الواقع ولم يحقق تطورا حسب الكاتب بسبب انعدام الحرية البداعية و انعدام التأثر الحقيقي بالثقافة الجنبية
التيار الذاتي جماعة الديوان تاسسست سنة 1921 لم يظهر التيار الذاتي الوجداني إل مع جماعة الديوان عباس محمود العقاد وعبد الرحمن شكري وعبد القادر المازني پ وجماعة أ ولو أحمد زكي أبو شادي وأحمد رامي وأبو القاسم الشابي ومحمود حسن إسماعيل و عبد المعطي الهمشري والصيرف وعلي محمود طه وعلي الشرنوبي ومحمود أبو الوفا وعبد العزيز عتيق والرابطة القلمية ف المهجر إيليا أبو ماضي وميخاكئيل نعيمة وجبران خليل جبران وإيليا أبو ماضي ف أواخر العقد الول من القرن العشرين لسباب سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية وإذا بدأنا بمدرسة الديوان فإن أصحابها يربطون الشعر بالذات والوجدان مع اختلفات طفيفة بين الشعراء فالشعر عند العقاد هو المزج بين الشعور والفكر الذهني وإن كن العقاد يرجح كفة ماهو فكري وعقلي على ماهو وجداني شعوري كما يتجلى ذلك ف قصيدته الشعرية quot الحبيبquot التي غلب فيها المنطق العقلي على ماهو جواني داخليوهذا ماجعل صلح عبد الصبور يعتبر العقاد مفكرا قبل أن يكون شاعرا أما عبد الرحمن شكري فقد تأمل ف أعماق الذات تأمل يتجاوز ف غايته حدود الستجابة للواقع مستهدفا الوقوف بالشاعر أمام نفسه ف أبعادها المختلفة من شعورية ولشعورية شعر الستبطان واستكناه أغوار الذات بينما الشعر عند عبد القادر المازني هو كل ما تفيض به النفس من شعور وعواطف وإحساسات وخاصة الحساس باللم ولعلquot ف هذا الطمئنان إلى اللم مايفسر تحول المازني من الشعر إلى النثر ومن معاناة اللم والضيق باليأس إلى اعتناق مذهب السخرية من الناس ومن الحياة والموت جميعاquot ويتسم الشعر الذاتي عند جماعة الديوان بالتميز والتفرد والتغني بشعر الشخصية ويعود الهتمام بالذاتية عند شعراء هذه المدرسة لسببين يتمثلن أول ف إعادة العتبار للذات المصرية وثانيا انتشار الفكر الحر بين المثقفين والمبدعين المصريين
وعلى الرغم من ذلك فهذا التيار حسب أحمد المعداوي تيار شعري سلبي ليس إل لنه بقي أسير الذات ولم يتجاوزها إلى تغيير الواقعquot والحق أن إيمان شعراء هذه الجماعة بقيمة العنصر الذاتي قد استمد أصوله من أمرين اثنين أحدهما أن شخصية الفرد المصري كنت تعاني من انهيار تام على مختلف المستويات وأن طبيعة الفترة التاريخية كنت تتطلب منه أن يعيد العتبار إلى ذاته والخر تشبعهم بالفكر الحر الذي بسط ظله على العقل العربي ف تلك الفترة من تاريخ المة العربية ولقد أتاح لهم ذلك التتبع أن يعبروا عن أنفسهم بوصفها قيما إنسانية لها وزنها وأن يكفوا عن محاولة توكيد الذات بمحاكة النماذج السابقة ولكنه لم يتح لهم أن يذهبوا برسالتهم الشعرية إلى أبعد من ذلك فيرتفعوا إلى مستوى الشعار الذي طرحته المرحلة وهدفت من وراكئه إلى وعي الذات لنفسها ولظروفها وإلى التأهب لخوض المعركة بغية تغيير تلك الظروف التي منعت المجتمع العربي من التحول وبناء الغد الفضل وهذا هو السر ف أن أثر الوجدان ف شعر هذه الجماعة كن أثرا سلبيا يؤثر هدوء الحزن وظلمة التشاؤم على ابتسامة المل واستشراف النصر فحفر بذلك أول قناة مظلمة ف طريق التجاه الرومانسي الذي أعقب هذا التيار وورث معظم خصاكئصه التجديديةquot ضوم أحمد المعداوي الشعر الحياكئي وشعر جماعة الديوان تقويما سلبيا يسبب انتقاده للذاكرة التراثية وبعد أن ق و الذاتية المثالية الباكية انتقل إلى تقويم أدب المهجر الشمالي دون الجنوبي الذي كن يحف شعراؤه حول العصبة الندلسية تيار الرابطة القلمية تاسسست سنة 1923 توسع مفهوم الوجدان عند شعراء الرابطة القلمية جبران خليل جبران وميخاكئيل نعيمة وإيليا أبو ماضي ليشمل الحياة والكون ف إطار وحدة الوجود الصوفية فاختلط الوجدان بالذات والهجرة والغربة والوحدة ولئن كن جبران قد آثر حياة الفطرة على تعقد الحضارة فإن نعيمة انقطع إلى التأمل ف نفسه إيمانا منه بأن ملكوت ال ف داخل النسانquot أما أبو ماضي فقد استعصم بالخيال والقناعة والرضى بال والفرار من الحضارة المعقدة إلى القفر أو إلى الغاب الطوباوي المثالي كما فعل من قبله جبران ونعيمة أو عاد إلى نفسه ليتسامى جوانيا وروحانيا ومن المعروف أن شعر الرابطة القلمية قد عايش المد القومي ثم تأثر تأثرا كبيرا بالداب الجنبية إل أنه ظل حبيس الذات والمضامين السلبية كليأس واللم والخنوع والقناعة والستسلم بيد أن هذه المضامين بعيدة عن حقيقة الوعي القومي الذي يستلزم الفعال اليجابية والتغيير الثوري والممارسة العملية وترجمة المشاعر إلىالواقع الفعلي
پ جماعة أ ولو تأسست هذه الجماعة الشعرية ف مصر سنة 1932م مع الدكتور أحمد زكي أبو شادي وتستند ف مفهومها للشعر إلى التغني بالذات والوجدان والتطرق إلى المواضيع الجتماعية والقومية دون نسيان الشعراء لهمومهم الذاتية ولواعجهم المتقدة وصراعهم التراجيدي مع الحياة من شدة اليأس واللم والحزن پ وتمتاز معاني شعراء أ ولو حسب أحمد المعداوي بالسلبية بسبب تعاطي شعراء الجماعة مع مواضيع الطبيعة والهروب من الحياة الواقعية إلى الذات المنكمشة والفرار من المدينة حيال الغاب أو الريف وترنح الشعر بكؤوس الحرمان والخيبة واليأس والمرارة والمعاناة من الغتراب الذاتي والمكاني كما ف قصيدةquot خمسة وعشرون عاماquot لعلي الشرنوبي quotغير أن القضاء لم يستجب لهم جميعا فينهي آلمهم بتجربة الموت فقد مات الشابي والشرنوبي والهمشري وهم صغار وبقي غيرهم من شعراء هذه الجماعة يعزفون على الوتار نفسها حتى بليت ورثت ولم تعد تضيف جديدا ذلك أنهم قد رفضوا أن يفتحوا أنفسهم للحياة المتجددة وآثروا على ذلك حبس مواهبهم ف داكئرة التجربة الذاتية الضيقة ثم خلف من بعدهم خلف اقتفى آثارهم ونسج على منوالهم فتشابهت التجارب وكثر الجترار وقلت فرص الجدة والطرافة حتى صح فيهم قول الناقد محمد النويهيquot قد أغرقوا ف شعرهم العاطفي حتى أصيب بالكظة وزالت جدته وفقد بى ذلكquot ناجي إلى ماوراء الغمام وسبقه علي محمود طه إلى ماوراء البحار مع الملح التاكئه وسبقه محمود أبو الوفا إلى معاناة أنفاس محترقة وامتدت عمليات التخلي والنفصال بعد ذلك عند الصيرف ف اللحان الضاكئعة حتى وصلت إلى آخر دواوين محمود حسن إسماعيل أين المفر وتعددت التجاهات التي تختلف ف تفاصيلها ولكنها تلتقي عند انفصال الشاعر المصري عن مجتمعهquot پ بيد أن أحمد المعداوي يتناسى القصاكئد الواقعية والقومية والوطنية التي دبجها شعراء أ ولو ف استنهاض همم الشعب كما فعل أبو القاسم الشابي ف قصيدته الراكئعة quot إرادة الحياةquot التي مازال الشعب التونسي يتغنى بها إلى يومنا هذا واتخذت القصيدة نشيدا وطنيا لتونس لكن أحمد المعداوي يجيبنا بجواب غير مقنع وغير موضوعي يريد من خلله أن يمهد لشعر الحداثة الذي كن ف رأيه شعرا إيجابيا مرتبطا بالحياة والواقعquot نحن لننكر أن هذه الجماعة شأنها ف ذلك كشأن جماعة الديوان وتيار الواقعية وتيار الرابطة القلمية قد خلفت شعرا يتناول القضايا القومية والقضايا الجتماعية بصفة عامة ولكننا نرى أن ما يمكن أن يعتد به من شعرهم هو الشعر الوجداني الصرف أما الشعر الواقعي الجتماعي
والشعر الواقعي القومي الذي يأخذ الشاعر فيه نفسه بنوع من الفهم العلمي والموضوعي للظروف الجتماعية والسياسية فقد قام على أنقاض هذا التيار الذاتي الذي أغرق ف النطواء على هموم الذات الفردية إغراقا تحول ف نهاية المر إلى مايشبه المرض نعم لقد انحصر تيار العودة إلى الذات بعد أن استنفد إمكاناته الموضوعية وتدفق مكانه تيار آخر لم ينكر أهمية الذات إنكارا تاما بل أراد لهذه الذات أن تفتح نفسها على ماحولها وأن تقيم وجدان الجماعة مكان وجدان الفرد ذلك أن المرحلة كنت تتطلب هذا النوع من التآزر بين الفرد والجماعة وتنفر كل النفور من أية دعوة إلى النطواء والتفرد والعزلةquot پ وهكذا استطاع أحمد المعداوي أن يتخلص من جماعة أ ولو كما تخلص سابقا من جماعة الديوان والرابطة القلمية بطريقة غير موضوعية من أجل أن يعطي الصدارة والمشروعية للشعر الحديث باعتباره شعر الثورة والتغيير والممارسة الفعلية پ وانتهت جماعة أ ولو بالنفصال وتمزق الجماعة وهجرة بعضهم الحياة العامة والواقع والنصراف الى العزلة والنطواكئية المر الذي ادى بها الى النحطاط والفشل رغم اهتمامها بالقضايا القومية والجتماعية
القسم الثاني نحو شكل جديد إذا كنت القصيدة الحياكئية تعتمد على امتلء الذاكرة وتقليد النموذج فإن التيار الوجداني قد استخدم لغة أكثر سهولة ويسرا من لغة القصيدة الجياكئية التي كنت تميل إلى رصانة اللفظ وجزالة السلوب وبداوة المعجم بل تستعمل القصيدة الوجدانية لغة الحديث المألوف ولغة الشارع كما عند العقاد ف الكثير من قصاكئده الشعرية ولسيما قصيدتهquot أصداء الشارعquot الموجودة ف ديوانهquot عابر سبيلquot كما أن الصورة الشعرية البيانية صارت تعبيرية وانفعالية وذاتية ملتصقة بتجربة الشاعر الرومانسي بينما اقترنت الصورة الشعرية لدى الحياكئيين بالذاكرة التراثية مستقلة عن تجربة القصيدة الذاتية وغالبا ما تأتي للتزيين والزخرفة ليس إل وquot لقد أراد الشاعر الوجداني أن يجعل للصورة وظيفة أساسية وأن تكون هذه الوظيفة نابعة من تجربته الذاتية ومن رؤيته للحياة عبر تلك التجربة ولم يعد التدبيج والزخرفة هدفه الساسي من استخدامها ل بل أن هذه الوظيفة أصبحت ذات علقة بوظاكئف العناصر الشعرية الخرى من أفكار وعواطف وأحاسيس ومن هذه العلقة الخيرة تنشأ خاصة أخرى من خصاكئص الشكل ف القصيدة الوجدانية الحديثة هي خاصة الوحدة العضوية فكما أراد الشاعر الوجداني أن يربط بين الصورة وبين عواطف الشاعر وأحاسيسه أراد كذلك أن يربط هذه العواطف والحاسيس والفكار ببعضها ربطا من شأنه أن ينشىء روحا عاما يشيع ف أجزاء القصيدة المختلفة ويظهرها بمظاهر الكاكئن الحي لكل عضو من أعضاء الجسد دور هام ومتميز يحدده مكانه من الجسدquot ومن القصاكئد الوجدانية التي تتمثل فيها خاصة الوحدة العضوية قصيدة quotحكمة الجهلquot لعباس محمود العقاد التي يحافظ فيها الشاعر على الرابط العضوي والمنطقي لذا من الصعب أن يخل الدارس بتسلسل البيات تقديما وتأخيرا وتبقى هذه الوحدة العضوية موجودة ومرتبطة بالوجدان مهما اختلفت القواف كما ف قصيدة quotالخير والشرquot لميخاكئيل نعيمة أو تعددت الوزان العروضية كما ف قصيدةquotالمجنونquot ليليا أبي ماضي
هذا وقد مال الوجدانيون إلى تحقيق بعض الملمح التجديدية ف أشعارهم كتنويع القواف والوزان وتشغيل الوحدة العضوية ف بناء القصيدة واستعمال القصاكئد والمقطوعات المتفرقة وتليين اللغة وترهيفها وإزالة قداستها البيانية وتوظيف القافية المرسلة والمزدوجة والمتراوحة واللجوء إلى الشعر المرسل لكن هذا التجديد سيواجهه النقاد المحافظون بالمنع والتقويض كمصطفى صادق الرافعي وطه حسين والعقاد ف إحدى مراحله النقدية وإبراهيم أنيس صاحب كتاب quot موسيقا الشعرquot ا وإذاا فقدquot كنت نهاية هذه التيارات الذاتية محزنة على صعيدي المضمون والشكل أما المضمون فلنه انحدر كما لحظنا ف القسم الول من هذا الكتاب على مستوى البكاء والنين والتفجع والشكوى وهي معان ممعنة ف الضعف تفصح بوضوح عما وراءها من مرض وتهافت وخذلن أما الشكل فلنه فشل ف مسيرته نحو الوصول إلى صورة تعبيرية ذات مقومات خاصة ومميزات مكتملة ناضجة وكن فشله تحت ضربات النقد المحافظ الذي استمد قوته مما كن الوجود العربي التقليدي يتمتع به من تماسك ومنعة قبل كرثة فلسطين فلما تحقق النصر للكيان الصهيوني المصطنع وعجز الوجود العربي التقليدي بكل ما أوتي من قوة عن رد الخطر الذي يتهدد المة سقط ذلك الوجود وكن سقوطه على كفة المستويات السياسية والجتماعية والثقافية وأتيح بذلك للشاعر والناقد والمفكر أن يمارسوا قدرا من الحرية لم تكن ممارسته متاحة لهم من قبل ف عالمنا العربيquot وهكذا يحكم أحمد المعداوي على التيار الذاتي بأنه لم يأت بجديد يذكر على مستوى المضمون والشكل معا على الرغم من بعض المحاولت التجديدية لنه بقي أسير النغمات الحزينة والمحاولت التجديدية المحتشمة التي كنت تهاب أنياب النقد العربي المحافظ
الفصل الثاني تجربة الغربة والضياع لم يظهر الشعر العربي الحديث أو مايسمى بشعر التفعيلة إل بعد نكبة 1948م وتعاقب مجموعة من النكسات والهزاكئم المتوالية وخاصة هزيمة 1967م وقد تأثر هذا الشعر الجديد بالمد القومي وانهيار الواقع العربي الفظ الذي زرع الشك ف نفوس المثقفين والمبدعين وأسقط كل الوثوقيات العربية التقليدية والثوابت المقدسة والطابوهات الممنوعة كما كن للحتكاك بالثقافة الجنبية دور كبير ف انفتاح هذا الشعر على كل ماهو مستحدث ف الخارج لتجديد آليات الكتابة والتعبير بله عن التسلح بمجموعة من المعارف والعلوم للسمو بهذا الشعر كلفلسفة والتاريخ والساطير وعلم النفس وعلم الجتماع والنتروبولوجيا واستيعاب الروافد الفكرية التية من الشرق وبالضبط المذاهب الصوفية والتعاليم المنحدرة من الديانات الهندية والفارسية والحرانيةالصابئة والتأثر بأشعار الجامي وجلل الدين الرومي وفريد العطار والخيام وطاغور فضل عن الستفادة من الفلسفة الوجودية والفلسفة پ گ گ الشتراكية والتفاعل مع أشعار أودن وبابلو نيرودا و و ول إيلوار و لويس أرا ون و ارسيا لورك وماياكوفسكي وناظم حكمت والستعانة بقصص كفكا وأشعار ريلكه وإليوت مع النفتاح على الثقافة الشعبية كسيرة عنترة بن شداد و كتاب ألف ليلة وليلة و سيرتي سيف بن ذي يزن وأبي زيد الهللي والتعمق ف القرآن الكريم وقراءة الحديث النبوي الشريف والتجوال الداكئم ف الشعر العربي القديم وصار الشعر وسيلة لكتشاف النسان والعالم كما كن فعالية جوهرية تتصل بوضع النسان ومستقبله إلى المدى القصى وبدأ الشاعر يحمل رؤيا للنسان والحياة والكون والوجود والقيم والمعرفة بل أصبح الشعر الحديث أداة لتفسير العالم وتغييره ول يعرف الشاعر الحديث معنى الستقرار فهو كثير التنقل تناصيا وكثير الترحال معرفيا فقدquot طوف مع يوليس ف المجهول ومع فاوست ضحى بروحه ليفتدي المعرفة ثم انتهى إلى اليأس من العلم ف هذا العصر تنكر له مع
هكسلي فأبحر إلى ضفاف الكنج منبت التصرف لم ير غير طين ميت هناك وطين ميت هنا طين بطين ول تقف رحلة الشاعر الحديث عند حدود الزمان والمكان والتاريخ والحضارة فقد حمل صليبه مع المسيح وحمل صخرته مع سيزيف وعاقر التراح واللم مع كلكمش ف رحلته الطويلة بحثا عن شجرة الخلود ومع الحلج ف مأساته بين البوح والكتمان ورهن المحبسين مع أبي العلء قرأ اسمه على شاهد قبره وقرأه على الجر المشوي ف أطلل نينوى وعلى الصوامع المهدمة ف أحياء نيسابور حتى إذا أعياه الضرب ف الرض ألقى عصاه ف انتظار الذي يأتي ول يأتيquot ومن ناحية أخرى أصبح الشكل الشعري الجديد يعبر عن ثمار الرؤيا الحضارية الجديدة بعد أن أفرزته مجموعة من النكبات والنكسات والهزاكئم ومن هنا فقد استوى الشكل الشعري الجديد مع مجموعة من الشعراء المحدثين كبدر شاكر السياب ونازك الملكئكة وصلح عبد الصبور وخليل حاوي وأدونيس وعبد الوهاب البياتي ومن الموضوعات التي نصادفها بكثرة ف شعرنا العربي الحديث نلفي تجربة الضياع والتمزق النفسي والضطراب الداخلي والقلق الوجودي والغربة الذاتية والمكانية تأثرا بشعر توماس إليوت صاحب القصيدة الشهيرةquot الرض الخرابquot فنموذج الفاق عند الوهاب البياتي quot ليس سوى رمز للنسان الضاكئع الذي اضمحل وجوده ف الحضارة الوربية كما يتصوره إليوتquot وتأثرا أيضا بأعمال بعض الرواكئيين والمسرحيين خاصة الروايات والمسرحيات الوجودية التي ترجمت إلى اللغة العربية ودراسة كولن ويلسن عنquot اللمنتميquot علوة على عامل المعرفة وكل هذا جعل الشاعر الحديث يعاني من الملل والسأم والضجر واللمبالة والقلق وبدأ يعزف أنغاما حزينة تترجم سيمفونية الضياع والتيه والغتراب والنهيار النفسي والتآكل الذاتي والذوبان الوجودي بسبب تردي القيم النسانية وانحطاط المجتمع العربي بسبب قيمه الزاكئفة وهزاكئمه المتكررة وتحضر هذه النغمة التراجيدية ف أشعار أدونيس ف قصيدة quotالرأس والنهر quot من ديوان quot المسرح والمراياquot وعند عبد الوهاب البياتي وصلح عبد الصبور ف قصيدته quotمذكرات الصوف بشر الحافquot من ديوان quotأحلم الفارس القديمquot و لدى عبد المعطي حجازي وتتنوع الغربة ف أشعار المحدثين لتشمل الغربة ف الكون والغربة ف المدينة والغربة ف الحب والغربة ف الكلمة وتعني الغربة ف الكون ميل الشاعر إلى الشك ف الحقاكئق والميل إلى التفلسف النطولوجي الوجودي وتفسير
الكون عقل ومنطقا والدافع إلى ذلك أن الشاعر يحس بالعبث والقلق والمرارة المظلمة كما نجد ذلك ف نصوص صلح عبد الصبور وبدر شاكر السياب وأدونيس ويوسف الخال أما الغربة ف المدينة فتتجلى ف تبرم الشاعر الحساس من المكان المديني الذي حول النسان إلى مادة محنطة بالقيم المصطنعة الزاكئفة وهذا المكان المخيف هو المدينة العربية المعاصرة التي علبت النسان وشيأته وأضحت بدون قلب أو بدون روح فالقاهرة بدون قلب عند عبد المعطي حجازي ونفس الشيء يقال عن بغداد السياب وبيروت أدونيس وخليل حاوي وتتخذ المدينة ف شعر هؤلء قناعا سياسيا واجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وتمثل وجه الحضارة بكل أبعادها الذاتية والموضوعية وعليه فقد صور الشعر الحديث المدينة ف ثوبها المادي كما عند الحجازي أو الناس داخل المدينة وهم صامتون يثقلهم الحساس بالزمن كما ف جل أشعار عبد المعطي حجازي ف ديوانهquot مدينة بل قلبquot ويلحظ أن الشعراء المحدثين لم يستطيعوا الهروب إلى الريف أو إلى عالم الغاب كما فعل الرومانسيون بل فكر السياب أن يهرب إلى قريته جيكور ف الكثير من جيكورياته ولكنه وجد أن المدينة تحاصره ف أي مكان وتطوقه بأحابيلها المادية السمنتية ولم يجد صلح عبد الصبور أيضا سوى أن يجسد الخلص ف الموت كما ف قصيدة quotالخروجquot وإذا كن الشاعر الحديث قد فشل ف فهم أسرار الكون ووجوده وفشل كذلك ف التأقلم مع المدينة فإنه فشل كذلك ف الحب الذي أصبح زيفا مصطنعا وبريقا واهما ومن ثم تتحول العلقة بين الزوجين إلى عداوة وقتال كما ف قصيدةquotالجروح السودquot عند خليل حاوي ف ديوانهquot نهر الرمادquot أو يموت الحب عند عبد المعطي حجازي أو يصاب بالختناق عند صلح عبد الصبور هذا و تعيش الكلمة غربتها الذاتية ف واقع ليعرف سوى الصدى وخنق الجهر و قتل الكلم الصارخ الذي قد يتحول إلى حجر عند أدونيس ف قصيدة quotالسماء الثامنةquot من ديوان quot المسرح والمراياquot وقد يلتجئ الشاعر إلى الصمت كما عند البياتي ف قصيدة quot إلى أسماءquot من ديوان quot سفر الفقر والثورةquot ومن هنا فالغربة ف الكلمة أو ف المدينة او ف الحب quot ليست سوى وجه واحد من عدة أوجه يمكن تصورها لغربة الشاعر العربي ف واقع ما بعد النكبةquot
ويلحظ أن هناك من الشعراء المحدثين من وقف عند لون واحد من الغربة وهناك من مزج بين لونين وهناك من تحدث عن اللوان الثلثة للغربة وهناك من جمع بين الربعة ف وحدة شعرية منصهرةquot تلك الوحدة سوغت له أن يمزج ف بعض الحيان بين لونين من ألوان الغربة ف القصيدة الواحدة على نحو ما فعل إبراهيم أبو سنة حين مزج بين الغربة ف الحب والغربة ف المدينة ف قصيدة له بعنوان quot ف الطريقquot وعلى نحو ما نجد عند صلح عبد الصبور الذي يمزج بين الغربة ف المدينة والغربة ف الكلمة ف قصيدةquot أغنية للشتاءquot وقد يمضي بعض الشعراء بعيدا فيمزج ف قصيدة واحدة بين ألوان مختلفة تتعدى ما سبقت الشارة إليه من ألوان الغربة كما هو الشأن ف قصيدةquot فارس النحاسquot لعبد الوهاب البياتيquot التي جسدت الغربة ف المكان والغربة ف الزمان والغربة ف المدينة والغربة ف العجز وهذه الغربة تتفرع عنها الغربة ف الحياة والغربة ف الموت والغربة ف الصمت وهذه النظرة الشمولية للغربة تنطبق أيضا على قصيدة يوسف الخالquot الدارة السوداءquot وقد تتداخل تجربة الضياع والغربة ف قصاكئد الشعراء المحدثين مع تجربة اليقظة والمل وإنهquot من المفيد أن نشير بصفة عامة إلى أن إيقاع التجدد والبعث والمل بلغ أوجه ف الرتفاع والتألق ف الفترة الواقعة بين تأميم القناة وبين واقعة النفصال بين مصر وسورية على حين بدأ إيقاع اليأس يسود بعد هذه الحادثة الخيرة وأن نشير بصفة خاصة إلى أن استجابة الشاعر لليقاع الساكئد ف المرحلة لتكون استجابة مطلقةquot وسبب هذا الضياع عند الشعراء المحدثين هو تأثرهم بالدب الوجودي كما عند سارتر وألبير كمو ومن الشعراء الذين تغنوا بالسأم الوجودي والقلق والغتراب والضياع نستحضر كل من صلح عبد الصبور ف قصيدة quotالظل والصليب quot من ديوانquot أقول لكمquot وكما حصل ف بعض قصاكئد عبد الباسط الصوف من ديوانهquot أبيات ريفيةquot كقصيدةquot قصيدة ومقهىquot وقصيدةquot أحزان قديمةquot وقصيدة quot تثاؤبquot وقد دفع هذا اليأس وهذا الضياع عند الشعراء المحدثين بعض النقاد حسين مروة وجلل العشري ومحمود أمين العالم وفاروق خورشيد إلى اتهام هذا الشعر الجديد بالسلبية والنكوص والضعف والستسلم والميل إلى الذاتية الباكية على غرار الرومانسيين الوجدانيين بيد أن أحمد المجاطي يدافع عن هذه التجربة بقولهquotإن هذه النغمة المستوردة هي التي حملت بعض النقاد على اتخاذ مواقف متحفظة من تجربة الغربة كلها ولشك أن موقفهم هذا ناتج قبل ذلك من الخلط بين ماهو أصيل من تلك التجربة وبين ماهو غير أصيل وإن الخوف المبالغ فيه من كل مايمت بصلة إلى الحزن والضياع والتمزق كأن الحياة نزهة مترفة لمكان فيها للخوف والتردد والرعب وكأن الشعر ليملك أن يكون إيجابيا حتى وهو يشق العظام ليؤكد وجود المادة النخاعيةquot كما يقرر روزينتالquot أما الشيء الذي يؤسف له فهو أن موقف هؤلء الباحثين قد قادهم إلى تجاهل النجاح الذي حققته هذه التجربة وهو نجاح يرجع إلى أن الهم الذي عانى منه الشاعر الحديث لم يكن هما فرديا كلهم الذي أغرق
تجربة شعراء التيارات الذاتية ف الظلمة والقتامة واليأس إنه هم جماعي نابع من تفتت الرض تحت أقدامنا ومن ارتفاع أسوار الحديد أمام كل خطوة نخطوهانابع من قصر عصر الفراح التي تبزغ ف سماكئنا بين الحين والحين فنحسب أنها الفجر الصادق حتى إذا فتحنا أذرعنا للقاء المنتظر تكشف أقنعة الضوء عن أنياب الفزع والموت إن هذه الغربة هي غربتنا وكل صوت نرفعه ف وجه الشعر حين يشير إليها يجب أن يتحول إلى فعل وأن يكون هدف ذلك الفعل الواقع العربي لمكان للحسرة ف نفوسنا وكلماتنا ل أريد بهذه الكلمة أن أدافع عن تجربة الغربة ولكن هدف هو لفت النظر إليها وعلى الدور الذي لعبته ف تهييء الشاعر الحديث لتجربة أخرى وهي تجربة الحياة والموتquot بيد أن أحمد المعداوي سيعتبر تجربة الغربة والضياع تجربة سلبية فاشلة وجدت نفسها ف طريق مسدود كما أثبت ذلك ف كتابه quotأزمة الشعر العربي الحديثquot ف الفصل الثالث المخصص للرسالة الشعرية
الفصل الثالث تجربة الحياة والموت لم يكن الشعر العربي الحديث كله شعر يأس وغربة وضياع وقلق وسأم فهناك أشعار تغنت بالمل والحياة واليقظة والتجدد والنبعاث او مايسمى عند ريتا عوض بقصيدة الموت والنبعاث التي نجدها حاضرة ف أشعار بدر شاكر السياب وخليل حاوي وأدونيس وعبد الوهاب البياتي وسبب هذا المل والتجدد ف أشعار هؤلء التموزيين الذين تغنوا بالموت والنبعاث هو ماتم إنجازه واقعيا وسياسيا كثورة مصر و تأميم القناة ورد العدوان الثلثي واستقلل أقطار العالم العربي والوحدة بين مصر وسوريا إلى غير ذلك من الحداث اليجابية التي دفعت الشعراء إلى التغني بالنبعاث واليقظة والتجدد الحضاري ولم تستقل حقبة المل بفترة معينة بل نراها تتداخل مع فترة إيقاع الغربة والضياع تعاقبا أو تقاطعا وقد نجد فكرة التجدد عند الشعراء المهجريين كأقصوصة quot رماد الجيالquot وquotالنار الخالدةquot عند جبران خايل جبران وقصيدةquot أوراق الخريفquot لميخاكئيل نعيمة quot غيرأن هذه اللمحات الدبية والشعرية التي تراءت ف إنتاج أدباء المهجر الشمالي لتؤلف ف واقع المر تجربة متماسكة تضع اليمان بالتجدد والعبث فوق كل اعتبارفباستثناء قصيدة quot الحاكئكquot لنعيمة تبقى الحيرة والتردد وإيثار الحياة الحالمة هي طابع هذه التجربة العامةquot ويعني هذا أن التجدد عند شعراء المهجر مقترن بالتناسخ بينما التجدد عند الشعراء المحدثين مرتبط بالفداء المسيحي وقد استفاد الشاعر الحديث من مجموعة من الساطير والرموز الدالة على البعث والنهضة واليقظة والتجدد واستلهمها من الوثنية البابلية واليونانية والفينيقية والعربية ومن المعتقدات المسيحية ومن التراث العربي
والسلمي ومن الفكر النساني عامة وتجسد هذه الساطير غالبا صراع الخير والشر ومن بين هذه الساطير الموظفة نجد تموز وعشتار وأورفيوس وطاكئر الفينيق وصقر قريش والخضر ونادر السود ومهيار والعنقاء والسندباد وعمر الخيام وحبيبته عاكئشة والحلج ولعازر والناصري ولقد أفرزت هذه الساطير الرمزية التي وظفها الشاعر المعاصر منهجا نقديا وأدبيا وفلسفيا يسمى بالمنهج السطوريquot يقدم به الشاعر مشاعره وأفكاره ومجمل تجربته ف صور رمزية يتم بواسطتها التواصل ل عن طريق مخاطبة الفكر كما تفعل الفلسفة والمنطق بل عن طريق التغلغل إلى اللشعور حيث تكمن رواسب المعتقدات والفكار المشتركةquot ويعد أدونيس من أهم شعراء التجربة التموزية الذين تغنوا بالموت والنبعاث كما ف ديوانيهquot كتاب التحولت والهجرة ف أقاليم النهار والليلquot وديوانquot المسرح والمراياquot ومن أهم خصاكئص شعره التي تحدد نظرته إلى أمته على المستوى الحضاري خاصة التحول عبر الحياة والموت أي إن أدونيس يشخص ف أشعاره جدلية النسان المتأرجحة بين الحياة والموت كما ف قصاكئده الشعرية quot الرأس والنهرquot وquot تيمور ومهيارquot وقصيدة quotالسماءquot وقد اشتغل أدونيس ف شعره كثيرا على أسطورة العنقاء وشخصية مهيار أما إذا انتقلنا إلى الشاعر خليل حاوي فقد عبر ف دواوينه الثلثة quot نهر الرمادquot وquotالناي والريح quot وquot بيادر الجوعquot عن مبدإ آخر غير مبدإ التحول عند أدونيس هو مبدأ المعاناة أي معاناة حقيقية للخراب والدمار والجفاف والعقم وقد ش ضغل ف شعره أسطورة تموز وأسطورة العنقاء للدللة على هذا الخراب الحضاري والتجدد مع العنقاء ومن القصاكئد الدالة على معاناة الحياة والموت قصيدتهquot بعد الجليد quotوقصيدةquot السندباد ف رحلته الثامنةquot وquotحب وجلجلةquot وquotالبحار والدرويشquot وquot ليالي بيروتquot وquot نعش السكارىquot وquotجحيم باردquot وquot بل عنوانquot وquotالجروح السودquot وquot ف جوف الحوتquot وquot پ المجوس ف أور اquot وquotعودة إلى سدومquot وquotالجسرquot وquotعند البصارةquot وquot وجوه السندبادquot ومسرحيةquotعرس الدمquot للورك وquot سيرة الديك الجنquot وquotالكهفquot وquotجنية الشاطئquot وquot لعازر عام 1962 مquot ومن جهة أخرى فقد تناول بدر شاكر السياب ف الكثير من قصاكئده معاني الموت والبعث وعبر عن طبيعة الفداء ف الموت إذ يعتقد بأن الخلص ليكون إل بالموت إل بمزيد من الموات والضحايا كما ف قصيدته quot
النهر والموتquot وف قصيدته quot قافلة الضياع quot وquot رسالة من مقبرةquot وقد استخدم السياب رمزا أسطوريا للتعبير عن فكرة الخلص وهو رمز المسيح كما ف قصيدتهquot المسيح بعد الصلبquot وقصيدة quot مدينة السندبادquot وquotأنشودة المطرquot وتتسم أشعار عبد الوهاب البياتي بجدلية المل واليأس كما يظهر ذلك جليا ف ديوانهquot الذي يأتي وليأتيquot ويلحظ الدارس أن هناك ثلث منحنيات ف جدلية المل واليأس ف أشعار عبد الوهاب البياتي quot ف المنحنى الول انتصار ساحق للحياة على الموت وتمثله العمال الشعرية السابقة علىquot الذي يأتي وليأتيquot ولسيما quot كلمات لتموتquot وquot النار والكلماتquot وquot سفر الفقر والثورةquot ف المنحنى الثاني تتكافأ الكفتان ويمثله ديوانquot الذي يأتي وليأتيquot أما المنحنى الخير فيتم فيه انتصار الموت على الحياة ويمثله ديوانquot الموت ف الحياةquotquot هذا و قد جسد عبد الوهاب البياتي ف دواوينه الشعرية حقيقة البعث من خلل الخطوط الربعة الهامة لمضمون ديوانهquot الذي يأتي وليأتيquot كخط الحياة وخط الموت وخط السؤال وخط الرجاء وكل هذا يرد ف جدلية منحنى المل ومنحنى الشك وبعد لقد أصبح الشاعر الحديث شاعرا يجمع بين هموم الذات وهموم الجماعة يروم كشف الواقع واستشراف المستقبل متنقل من التفسير إلى التغيير وبمعنى آخرquot لقد أصبح وعي الشاعر بالذات وبالزمن وبالكون مرتبطا بوعيه بالجماعة ومتضمنا له وماكن لشيء من ذلك أن يحدث لول وعي الشاعر الحديث وإدراكه للتحدي الذي يهدد حاضره ومستقبله بالقدر الذي يهدد وجوده القومي المر الذي جعل موقف الشاعر من الذات ومن الكون ومن الزمن ومن الجماعة موقفا موحدا تمليه رغبته ف الحياة والتجدد والنتصار على كل التحديات التي يرمز إليها برمز واحد ذي طابع شمولي هو رمز الموت الذي يعني موت الذات وموت الزمن الماضي بكل أمجاده والحاضر بكل تطلعاته والذي يعني تبعا لذلك محو الوجد القومي والنساني للمة العربية إن الصراع بين الموت والحياة ف تجربة الشاعر الحديث يعني ف آخر المر الصراع بين الحرية والحب والتجدد الذي يجعل الثورة وسيلته وبين الحقد والستعباد والنفي من المكان ومن التاريخquot
وعلى الرغم من مضامين الشعر الحديث الثورية فإنه لم يتحول إلى طاقة تغييرية بل نلحظ انفصال بين الشعر الحديث والجماهير العربية والسبب ف ذلك يعود حسب أحمد المعداوي إلى عامل ديني قومي وعامل ثقاف وعامل سياسي ولكن أهم هذه العوامل حسب الكاتب تعود إلى العاملquot المتعلق بتقنية هذا الشعر أي بالوساكئل الفنية المستحدثة التي توسل بها الشعراء للتعبير عن التجارب التي سبقت الحديث عنها فل شك ف أن حداثة هذه الوساكئل حالت بين الجماهير وبين تمثل المضامين الثورية لهذا الشعرquot yacineheمنقول من منتديات ستار تايمز معدل من طرف الفصل الرابع الشكل الجديد استعمل الشعر الحديث شكل جديدا يتجلى ف استخدام الرموز والساطير والصور البيانية النزياحية كما أن اللغة تختلف من شاعر إلى آخر فالشعراء العراقيون الذين يمثلهم بدر شاكر السياب يستعملون لغة جزلة وعبارة فخمة وسبكا متينا على غرار الشعر القديم الذي يتميز بالنفس التقليدي كما يظهر ذلك جليا ف دواوين السياب القديمة والمتأخرة وخاصة قصيدته quotمدينة بل مطرquot وقصيدةquot منزل القنانquot بينما هناك من يختار لغة الحديث اليومي كما عند أمل دنقل ف ديوانهquot البكاء بين يدي زرقاء اليمامةquot وهناك من يخلخل اللغة الشعرية النفعية المباشرة ويستعمل لغة انزياحية موحية تنتهك معايير الوضوح والعقل والمنطق كما نجد ذلك عند الشاعر أدونيس والبياتي ومحمد عفيفي مطر وصلح عبد الصبور وهناك من يشغل اللغة الدرامية المتوترة النابعة من الصوت الداخلي وهذا الصوتquot منبثق من أعماق الذات ومتجها إليها خلفا لماهو المر عليه لدى الشاعر القديم الذي امتاز سياقه اللغوي بصدوره عن صوت داخلي يتجه إلى الخارج وهو ف اتجاهه إلى الخارج يأخذ شكل خطاب أو التماس أو دعوة إلى المشاركة والتعاطف المر الذي يمنعه من أن يقيم جدارا بينه وبين العالم الخارجي أثناء المعاناة والتوتر فهناك داكئما شخص آخر يقاسم الشاعر آلمهquot كما نجد ذلك لدى الشاعر محمد مفتاح الفيتوري ف قصيدته quot معزوفة لدرويش متجولquot
وعلى مستوى الصورة الشعرية فقد تجاوز الشاعر الصور البيانية المرتبطة بالذاكرة التراثية عند الشعراء الحياكئيين والصور المرتبطة بالتجارب الذاتية عند الرومانسيين إلى صور تقوم على توسيع مدلول الكلمات من خلل تحريك الخيال والتخييل وتشغيل النزياح والرموز والساطير وتوظيف الصورة الرؤيا وتجاوز اللغة التقريرية المباشرة إلى لغة اليحاء ول ريب أن ولعquot الشاعر الحديث بالضرب ف بحور المعرفة السبعة قد أتاح له أن يجتني المزيد من الصور والرموز التي تعتبر من أهم الوساكئل التي يلجأ إليها الشاعر الحديث للتعبير عن تجاربه الجديدة ول ريب ف أن الشاعر حين فعل ذلك وحين وسع مدلول صوره البيانية أو حدده بربطه بمدلولت ساكئر الصور ف القصيدة الواحدة أو حين فتح مدلول الصورة الواحدة على آفاق تجربته المختلفة قد ابتعد كثيرا عن مفهوم الصور البيانية ف البلغة القديمة وأن هذا البعد قد ساهم مساهمة فعالة ف إبعاد تجاربه الشعرية عن ذوق عامة الناسكما منحهم نوعا من التبرير لوصف شعره بالغموض quot ولكن أهم خاصة شكلية يتسم به الشعر الحديث هو تطور السس الموسيقية وإن كن بعض الشعراء المحدثين مازالوا يستعملون الطريقة التقليدية ف كتابة قصاكئدهم كما هو حال البياتي ف هذا المقطع المأخوذ من ديوانهquot الذي يأتي ول يأتيquot عديدة أسلب هذا الليل ف المغاره جماجم الموتى كتاب أصفر قيثاره نقش على الحاكئط طير ميت عباره مكتوبة بالدم فوق هذه الحجاره بيد أن هناك من الشعراء من نسف عروض الشعر لينتقل إلى عروض القصيدة معتمدا على التفعيلة وتنويعها والتصرف ف عددها حسب انفعالت التجربة الشعرية وتوقفها أي إن التجربة الشعرية الذاتية الداخلية هي التي تستلزم اليقاع الشعري والوقفة العروضية والنظمية والدللية عند الشاعر المعاصر هذا وقد التجأ الشاعر الحديث إلى تنويع البحور الشعرية داخل قصيدة واحدة واستخدام البحور الصافية منها وتنويع القواف والتحرر من القافية الموحدة التي تمتاز بالرتابة والتكرار الممل ناهيك عن تفتيت وحدة البيت المستقل وتعويضه بالسطر والجمل الشعرية التي تخضع للنسق الشعوري والفكري وش ضغل الشاعر الحديث ستة بحور شعرية كلهزج مفاعيلن والرمل فاعلتن والمتقارب فعولن والمتدارك فاعلن والرجز مستفعلن والكاملمتفاعلن ولقد أصبح quot ف وسع الشاعر أن يستخلص من البحر الواحد
عددا هاكئل من البنية الموسيقية التي ربما أغنته عن التفكير ف النصراف من البحر ذي التفعيلة الواحدة إلى غيره ولقد فطن الشاعر الحديث إلى هذه الخاصة منذ السنوات الولى لكتشاف الشكل الجديد فقد لحظ الدكتور إحسان عباس ف كتابهquot عبد الوهاب البياتي والشعر العراقي الحديثquot الصادر سنة 1955م أنquot ف ديوان quot أباريق مهشمةquot إحدى وأربعين قصيدة منها ثمان وعشرون تستمد نغماتها من البحر الكامل ومنها ست على بحر الرملquot ومن سمات التجربة الجديدة الخلط بين البحور داخل قصيدة واحدة كما عند السياب ف قصيدتين من قصاكئد ديوانquot شناشيل ابنة الجلبيquot وأدونيس ف قصيدتهquot مرآة لخالدةquot من ديوانquot المسرح والمراياquot ومن quot النصفة تقتضي منا يقول أحمد المعداوي- أن نشير إلى أن الطاقات الموسيقية للبحور المختلطة بالرغم من أهميتها لم تستغل على النحو الذي رأيناه عند أدونيس إل نادراquot ومن الظواهر التي تم توظيفها ف الشعر الحديث التنويع ف الزحافات وتنويع الضرب واستعمال صيغة فاعل ف بحر الخبب والتكاء على التدوير والتضمين وتنويع القواف حسب النسق الشعوري والفكري مع استخدامها بشكل متراوح أو متعانق أو متراكب أو موحد أو متقاطع أو متراوح ويرى أحمد المعداوي ف آخر الكتاب أن الحداثة من العوامل التي كنت وراء وصف الشعر العربي الحديث بالغموض إلى جانب ما تتطلبه القصيدة الحديثة من إعمال للجهد واستلزام لذوق قراكئي جديد ثم انفصال هذا الشعر عن الجماهير مادام ل ينزل معها إلى ساحة المقاتلة والنضال والصراع ضد قوى الستغلل والبطش ول يشاركها ف معاركها الحضارية منقول من منتديات ستار تايمز تعديل الخط Twitter YcnHe
د- تقويم الكتاب 1- منهجية الكتاب ينطلق أحمد المعداوي ف هذا الكتاب الجدير بالمدارسة والمتابعة من منهج تاريخي فني ينفتح فيه الكاتب على المناهج الضمنية الخرى كمنهج التلقي والمنهج السطوري دراسته للساطير والمنهج الجتماعي ويتمثل المنهج التاريخي ف تحقيب الشعر العربي زمنيا الشعر القديم والشعر الحياكئي والشعر الذاتي والشعر الحديث من خلل ربطه بالظروف التاريخية كربط الشعر العربي الحديث ف القرن العشرين بما عرفه العالم العربي من نكسات ونكبات وحروب وهزاكئم أما المنهج الفني فيكمن ف تقسيم الشعر العربي الحديث إلى مدارس شعرية فنية التي حصرها الدارس فيما يلي المدرسة الحياكئية المرتبطة بالنموذج التراثي الحركة الرومانسية ذات التوجه الذاتي والتي تنقسم بدورها إلى هذه المدارس الوجدانية مدرسة الديوان پ ومدرسة أ ولو ومدرسة المهجر حركة الشعر الحر أو الشعر الحديث أو الشعر المعاصر ويلتجئ أحمد المعداوي إلى منهج التلقي أثناء الحديث عن عزوف القراء عن الهتمام بالشعر المعاصر أو مايسمى بشعر الحداثة ويرجع ذلك العزوف والبتعاد إلى هيمنة الغموض ف هذا الشعر مما سبب ف انفصال كبير بين المرسل والمتلقي أو بين المبدع والقارئ ومن الدلة على وجود هذا المنهج قول الكاتبquot غير أن النصفة تقتضي منا أن نسجل بأن ثمة عدة عوامل حالت بين هذا الشعر وبين أن يصل إلى الجماهير العربية ليتحول إلى طاقة جبارة شبيهة بالطاقة التي اعتدنا من الكلمة الصادقة أن تفجرها ف كل العصورquot
وتتجلى القراءة الجتماعية ف ربط المبدع ببيئته الجتماعية ووسطه الزمكاني وربط البداع بالواقع الجتماعي والسياسي والقتصادي والثقاف كما يظهر ذلك ف حديثه عن تجربة الغربة والضياع التي ربطها بهزيمة العرب ف حرب حزيران ناهيك عن النكبات والنكسات التي عاشها العرب منذ 1948م ومن الشواهد النقدية الجتماعية على ذلك قول الكاتبquot كنت هزيمة الجيوش العربية سنة 1948 مفاجأة من المة لنفسها وفرصة لمواجهة ذاتها مواجهة صريحة بإعادة النظر ف كل مايحيط بها سواء أكن ثقافة أم سياسة أم علقات اجتماعية لم يبق بين الناس ول ف أنفسهم شيء أو قيمة لم تتجه إليها أصابع التهمة الحقيقة الوحيدة التي استقرت ف كل قلب هي مبدأ الشك الشك بعلقة العربي بنفسه وبما حوله وبماضي أمته وحاضرها حتى أوشك الشك أن ينال من علقة العربي بربه وأمام هذا اليمان بمبدإ الشك بدأت الرض تهتز تحت أقدام الوجود العربي التقليدي ولم تعد له تلك الهيمنة القديمة على أفكار الناس وحريتهم وبات ف وسع العربي الشاعر أن يفتح نفسه للفكار والفلسفات والتجاهات النقدية ف الدب والشعر الواردة من وراء البحروأن يدعها تمتزج ف نفسه وفكره بثقافته القومية ليستعين بذلك كله على تحليل واقعه والوقوف على المتناقضات والملبسات التي تكتنفه وإدراكها إدراك موضوعيا تتبدى من خلله صورة الواقع الحضاري المنشود الذي نريدquot ومن جهة أخرى ينهج الكاتب منهج الظواهر والقضايا ف دراسة الشعر العربي الحديث والمعاصر ويتضح ذلك جليا ف عنوان الكتاب quot ظاهرة الشعر الحديثquot وتقسيم الكتاب إلى مجموعة من الفصول الدراسية تتخذ طابع القضايا والظواهر الدبية تتعلق بالشعر الحديث صياغة ودللة شعر الغربة والضياع وشعر الموت واليقظة والشكل الجديد وقد تمثل هذا المنهج ف المغرب الستاذ عباس الجراري ف مجموعة من كتبه والدكتور محمد الكتاني ف كتابهquot الصراع بين القديم والجديدquot وهذا المنهج استلهمه المغاربة من كتابات أساتذة الدب ف الجامعة المصرية ويعرف الدكتور عباس الجراري منهج الظواهر والقضايا بأنه يستعينquot بفكر نقدي يستند إلى الواقع والمعاصرة وبجدلية وموضوعية تعتمدان على معطيات استقراكئية واستنتاجات منطقية بعيدا عن أي توثن أو معتقدية متزمتة أو موقف تبريري إذ ف ظني أنه ليمكن فصل المنهج عن المضمون كما أنه ليمكن ممارسة نقد قبلي أي نقد سابق على المعرفة ويقضي محتوى المنهج عندي كذلك أن أنظر إلى تلك القضايا والظواهر من زاوية تعطي السبقية للتمثل العقلي على النقد التأثري أي بنظرة فكرية عقلنية وليس على مجرد التذوق الفني النابع من الحساس الجمالي والتأثر العاطفي والنفعال النطباعي بالثر المدروس وإن كنت ل أنكر أهمية المنهج الفني وجدواه بالنسبة لنوع معين من الموضوعات وقد سبق لي أن جربته ف بعض البحاث وخاصة ف دراسة لي منشورة عنquot فنية التعبير ف
شعر ابن زيدونquot وبهذا يحقق المنهج جملة أهداف ف طليعتها الكشف عن مواطن الجمال وعن الدللت الفنية وما ينبثق عنها من حرارة يحث تحسسها على إدراك ما يتكثف تلك الدللت من مضامين فكرية باعتبار الجانب الفني المتمحور حول اللغة وبناكئها التركيبي ظاهرا يبطن فكرا أو أنه بعد أولى يخفي أبعادا أخرى عميقة وبذلك تبرز قيمة البداع وتبرز من خللها كل الشحنات الشعرية والطاقات الفكرية والمضامين النسانية والبعاد الصراعية سلبا وإيجابا كما يحقق المنهج من أهدافه إثبات الوقاكئع وربطها بالسباب ووصف الظواهر وتعليلها والبحث عن بواعثها الخفية والظاهرة القريبة والبعيدة واستخلص العلقات التفاعلية بينها وبين غيرهاquot ويتبين لنا من كل هذا أن أحمد المعداوي يش ضغل ف كتابه عدة مناهج نقدية ف دراسته الدبية النقدية تجمع بين الظواهر المضمونية والقضايا الشكلية ف إطار رؤية تاريخية اجتماعية فنية يستحضر فيها الكاتب القارئ المتلقي لمعرفة سبب انعدام التواصل بين المبدع المعاصر والمتلقي الرافض للشعر الحداثي 2- إشكالية المصطلح سمى أحمد المعداوي شعر التفعيلة بالشعر الحديث بيد أن هذا المصطلح يثير بلبلة منهجية ومعرفية فالمعروف أن العصر الحديث تاريخيا يمتد من 1850م إلى 1950م ليبدأ العصر المعاصر من سنة 1950م إلى يومنا هذا كما أن هذا المصطلح ليعبر بدقة عن شعر التفعيلة فقد يضم الشعر الحديث الشعر الرومانسي والشعر الحر والشعر المنثور ويمكن أن ينسحب على الشعر الكلسيكي لما ل لذا نفضل التسميات التالية الشعر المعاصر أو شعر التفعيلة آو الشعر الجديد أما شعر الحداثة فينطبق على شعر التفعيلة كما ينطبق على الشعر المنثور ويقول أحمد المعداوي مدافعا عن مصطلحه الشعر الحديث الذي نرفضه جملة وتفصيلquot هناك عدة اقتراحات لتسمية هذه الحركة الشعرية منها اقتراح الشاعر صلح عبد الصبور لتسميتها بالشعر التفعيلي وهي تسمية غير دقيقة لنها تستند إلى جانب شكلي بل إلى جانب جزكئي من الشكل هو الوزن وهناك اقتراح آخر هو تسميتها بالشعر المنطلق ويؤخذ عليه أن مفهوم النطلق قد يعني التحرر من كل قيد كما أن مفهوم الحرية ف قولهم الشعر الحر قد يعني التحرر من أي التزام ومن أجل ذلك آثرنا استعمال مصطلح الشعر الحديث تمييزا لهذه پ الحركة عن التيارات الشعرية الجديدة الخرى كتيار أ ولو وتيار المهجر وغيرهماquot
إقصاء الشعر المنثور إذا كن أحمد المعداوي قد دافع عن الشعر الحداثي الذي يعتمد على الحرية والمثاقفة مع الداب الجنبية ويقف بالمرصاد ف وجه النقاد المحافظين فإننا نجده ف هذا الكتاب يمارس نفس الدور الذي مارسه الذين انتقدوا الشعر المعاصر التفعيلي حيث يرفض أحمد المعداوي الشعر المنثور لعتبارات إيقاعية لذا يخرجه بكل سهولة من داكئرة الشعر والحداثة وبذلك يحتكم إلى نفس المقاييس التي احتكم إليها النقاد المحافظون بصفة عامة يقول أحمد المجاطيquot نخرج من هذا الحكم الشعار التي أهملت موسيقى العروض العربي معتمدة على ألوان من الموسيقى الداخلية لضابط لهامما يدخل ف إطار ما يطلقون عليه quot قصيدة النثرquot ونحن لم نتعرض لهذا التجاه ف الشعر الحديث لثلثة اعتبارات العتبار الول إهماله للوزن الذي نعتقد أنه شرط أساسي لكل شعر والعتبار الثاني التقاؤه مع الشعر الحديث الموزون ف العتماد على التعبير بالصورة واللجوء إلى الرمز والسطورة والسياق اللغوي الجديدالعتبار الثالث هو انحسار موجة هذا التيار أمام الشعر الحديث الذي يعتمد الوزن الشعري أساسا موسيقيا لهquot ولكن أل يعرف الدارس اليوم أن الشعر التفعيلي قد انتهى دوره واضمحلت مكانته وانتهى عهده ألم يع بعد بأن هذا الشعر وقف مشدوها عاجزا أمام اكتساح الشعر المنثور لمعظم المنابر الثقافية وأصبح مطية سهلة لكل الشعراء الصغار والكبار على حد سواء وصارت الشبكات الرقمية والصحف تنشر كل يوم الكثير من القصاكئد النثرية فيها الغث والسمين ومعها كثر الشعراء حتى أصبح من الصعب إحصاؤهم وصار كل إنسان شاعرا بالفطرة يكتب الشعر المنثور ويقول بصوت عال بأنه quot شاعر مفلق فحلquot مواضيع وأشكال أخرى تناول أحمد المعداوي تجربتين وهما تجربة الغربة والضياع وتجربة الموت والتجدد بينما هناك مواضيع أخرى تناولها الشعر المعاصر لم يناقشها الكاتب بالتفصيل والتمحيص ولم يشر إليها بالدرس والنقد كلتصوف والمقاومة الفلسطينية والنزعة الزنجية والقضايا السلمية والمكان والزمان والموت والسطورة وشعر المدينة والحب والمرأة والنزعة النسانية وتيمة الحرب فضل عن مواضيع سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية وحضارية كما أغفل من الناحية الفنية القصيدة الكونكريتية والقصيدة الدرامية المركبة والقصيدة القصصية والقصيدة المسرحية وطبيعة التركيب الجملي و خصاكئص السلوب وطبيعة الضماكئر ف الشعر العربي المعاصر
التعميم ف الحكام نلحظ أن أحمد المعداوي يعمم أحكامه ويسحبها على الظاهرة بأكملها فعندما يتعامل مع الشعر الرومانسي يعتبره شعرا سلبيا يرتكن إلى الضعف والستسلم والنكوص والنكماش بينما نحن نعلم جيدا أن هذا الشعر جمع بين الذاتية والقضايا الوطنية قصيدة إرادة الحياة لبي القاسم الشابي والقومية نسر لعمر أبي ريشة ويعني هذا أن ليس كل ما لدى الرومانسيين سلبي فقد جمعوا بين التعبير عن الهموم الذاتية الفردية بسبب تردي الواقع الذي كن يعيشون فيه والهموم الثورية من خلل حث الشعوب على الثورة والنتفاض ضد الستعمار وديوان أبي القاسم الشابي quotأغاني الحياةquot وquot ديوان الحرية quotلعبد الكريم بن ثابت خير دليل على ما نقول وما ذهب إليه أحمد المعداوي ف حق شعر الذاتيين يمكن أن ينطبق أيضا على شعر الشعراء المحدثين الذين تغنوا بالغربة والضياع فهؤلء حسب النقاد الشتراكيين سلبيين يذرفون بكاء الندب والهزيمة وكن من باب أولى أن يكونوا ثوريين وأن ينزلوا إلى واقع الممارسة لمشاركة القراء ف همومهم وآلمهم من أجل تغيير العالم بدل من تفسيره والبكاء عليه وعندما حاكم الدارس الشعراء الحياكئيين ووصفهم بالتقليدية واحتذاكئهم للنموذج التراثي وملء الذاكرةفإنه لم يستثن المحاولت التجديدية التي قام بها أحمد شوقي الذي أبدع شعر الطفال وشعر الفكاهة واللهو وشعر المسرح والنثر المسرحي وشعر المثال والقصص وكنت له أيضا الكثير من القصاكئد ذات الملمح الرومانسية الوجدانية تراجع ف الحكام من الغريب جدا أن يسقط الباحث ف تناقض كبير كما نجد ذلك عند الباحث الكديمي أحمد المعداوي وربما كنت ثمة عوامل ذاتية وموضوعية جعلته يتراجع عن أحكامه النقدية التي ضمنها ف كتابه quot ظاهرة الشعر الحديثquot حيث نجد الكاتب ف البداية يدافع عن الشعر الحر أو الشعر الحديث عارضا الدلة والبراهين من أجل إقصاء الشعر الكلسيكي والشعر الرومانسي ليسقطه ف السلبية والتقليدية والبكاكئية الذاتية الضعيفة وكل ذلك من أجل أن يمهد للشعر الحديث الذي جعل منه ميسما للحداثة والتجديد ووسيلة لتغيير الواقع كما
جعله علمة بارزة على التطور والتحول ف شعرنا العربي الحديث بيد أنه ف كتابه الثانيquot أزمة الحداثة ف الشعر العربي الحديثquot يقوض كل ما بناه ف كتابه الول آخذا فأس النقد ليحطم كل مرتكزات الشعر الحديث ويطعن ف كل الرموز الشعرية الكبيرة ليعلن إفلس الشعر پ گ الحديث على نحو ماذهب إليه المفكر اللماني ش بن لر الذي أعلن إفلس الحضارة الغربية ف كتابه عن بؤس الحضارة وف هذا السياق يقول أحمد المعداوي معلنا كساد الشعر الحديث ساخرا بالحداثة الشعرية المعاصرةquot الواقع أن موضوع الحداثة الشعرية العربية موضوع حساس لنه يمس صروحا شعرية ونقدية شيدها أصحابها منذ زمن وأقاموا حولها من المتاريس والعسس ما يكفي لقمع أي بادرة تتساءل عن مدى صلبة أو هشاشة الرضية التي شيدت عليها تلك الصروح وأنا رجل ل أملك صرحا شعريا أخشى عليه من الجهر بالحقيقة مهما كنت مرة كما أنني ل أنوي إقامة صرح نقدي على حساب شعراء هذه الحركة ونقادها وكل ما ف المر هو أني بحكم الحتكاك المتواصل قراءة وتدريسا وإشرافا على البحوث الجامعية تكون لدي اقتناع مفاده أن هذه الحركة قد بدأت تدور حول نفسها ف اتجاه الطريق المسدود منذ البداية كنت أعرف أن أذى كبيرا سينالني من قبل أولئك الذين اعتادوا أن يتاجروا بالترويج لهذه الحركة والنفخ ف رموزها كنت أعرف مثل أن أقل ما سأرمى به هو السقوط ف السلفية وأن فشلي على صعيد البداع الشعري من حيث نجح غيري نجاها باهرا هو السبب ف توجهي هذه الوجهة الهدامةquot وبعد أن دافع أحمد المعداوي عن شعر الغربة والضياع ف الشعر العربي الحديث على الرغم من النتقادات الموجهة لهذه التجربة البكاكئية السلبية المتأثرة بالفلسفة الوجودية نجد الكاتب يتراجع عن حكمه السابق ليوافق ما ذهب إليه النقاد الذين كنوا يعارضون أطروحته سابقا وف هذا الصدد يقول أحمد المعداويquot والخلصة التي أحب أن أخرج بها من هذا الفصل هي لقد جرب الشاعر الحديث أن يتكئ ف رسالته الشعرية على تجارب الخر تجربة الغربة- تجربة الحياة والموت فوصل إلى الطريق المسدود وجرب أن يعتمد على نفسه فوصل إلى الطريق نفسهquot ويتبين لنا من خلل المقارنة بين كتاب quot ظاهرة الشعر الحديثquot وquotأزمة الحداثة ف الشعر العربي الحديثquot أن كتاب أزمة الحداثة أتى ليقوض ما بناه أحمد المعداوي ف كتابه quot ظاهرة الشعر الحديثquot كأني بالباحث ينتقم من نفسه ومن الخرين
ومن ثم فكتاباه لم يكونا موضوعيين من الناحية العلمية والكديمية بل خضعا لمعايير شخصية و أهواء ذاتية وإيديولوجية تنم عن محاكمة شخصية وتصفية حساب مع منافسيه بطريقة تضر بالعلم والبحث الموضوعي ويمكن أن نعتبر كل ماقاله أحمد المجاطي هو نوع من المازوشية وتعذيب للذات بسبب ماكن يعانيه من تهميش وإقصاء ونبذ ومحاصرة وتطويق ف المغرب وخارجه من قبل من مجموعة من شعراء الحداثة الذين ساروا ف الشعر أشواطا كبيرة لداعي لذكر أسماكئهم ف هذه الدراسة المتواضعة منقول من منتديات ستار تايمز تعديل الخط Twitter YcnHe اللغة الواصفة يستعمل أحمد المعداوي ف كتابه quot ظاهرة الشعر العربي الحديثquot لغة بيداغوجية أكديمية من سماتها التقرير والمباشرة والبيان البليغ وفصاحة الكلمات واحترام قواعد الملء والصرف والنحو كما تتسم هذه اللغة بقوة القناع والحجاج من خلل استعمال أسلوب التعريف وأسلوب الوصف وسرد الوقاكئع والستعانة بالمماثلة والمقايسة واللجوء إلى التقويم والحكم وتوظيف آليات الحجاج العقلي والمنطقي كلشرط والفتراض والستنتاج والستدلل وإيراد البراهين النقدية والشعرية والشواهد اللغوية والمثلة المدعمة هذا وتمتاز لغة الكاتب بمواصفات البحث الكديمي من خلل تقسيم الكتاب إلى أقسام وفصول ومباحث فرعية متبعا المنهج الستقراكئي تارة والمنهج الستنباطي تارة أخرى ويعني هذا إن الوظيفة المهيمنة ف الكتاب هي الوظيفة الوصفية التي تتمثل ف تبليغ خطابي أدبي نقدي وتتفرع عنها وظيفة حجاجية إقناعية موجهة إلى القارئ يروم الباحث من خللها التأثير على المتلقي وإقناعه إيجابا أو سلبا وتتسم لغته كذلك بتفاعلها مع اللغة الدبية واللغة القرآنية واللغة الشعرية ذات الطاقة اليحاكئية والشحنة البلغية قيمة الكتاب ل أحد يشك ف قيمة الكتاب المعرفية والدبية والنقدية والتاريخية فل يمكن أن يستغني عنه طالب أو أستاذ أو باحث مهما كن مستواه العلمي والمعرف فالكتاب غني بالمعلومات الدبية والتاريخية والسطورية ودسم بالمادة الشعرية و الحيثيات البيوغرافية المتعلقة بالمبدعين والنقاد
وكل من يحاول التأريخ للشعر العربي الحديث ويريد معرفة تحقيبه ومراحل تطوراته ومساره الفني واليديولوجي فلبد أن يعود عند هذا الكتاب الراكئع الثري بكثير من المعطيات الدبية والنقدية ويمكن القول إن كتاب أحمد المعداويquot ظاهرة الشعر الحديثquot خلصة اجتهادات لما كتب عن الشعر العربي الحديث و المعاصر ف المشرق والمغرب كما لدى محمد مندور و محمد النويهي ونازك الملكئكة وإحسان عباس وناجي علوش وأدونيس ومحمد بنيس وعز الدين إسماعيل وكمال خير بك وريتا عوض وعبد ال راجع ومن ثم ننصح جميع القراء والكتاب ونقاد الشعر الحديث بضرورة الطلع على هذا الكتاب القيم على الرغم من هناته وعدم موضوعية أحكامه ف الكثير من الحيان قصد الستفادة من معطياته وأطروحاته ولكن عن وعي وقراءة الخلفيات بيد أنه ل ينبغي الكتفاء بهذا الكتاب فقط بل لبد أن نستعين بالكتاب الثاني الذي أراه مكمل للول كما أنه سفر ضروري يجب الطلع عليه أل وهو كتاب quot أزمة الحداثة ف الشعر العربي الحديثquot خاتمة يتضح لنا مما سبق بأن كتاب quot ظاهرة الشعر الحديثquot لحمد المعداوي كتاب يدافع عن الشعر المعاصر أو الشعر الحديث من خلل مقاربات متداخلة تتكئ على التاريخ والتحليل الفني وملمسة القضايا الواقعية وتجريبية التلقي بيد أن هذه الدراسة تعتمد على منهج القضايا والظواهر لدراسة الشعر العربي الحديث من حيث المضمون والشكل للبحث عن التحولت والتطورات التي حققها هذا الشعر ف تعالقه مع واقعه الموضوعي اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا وعلى الرغم من قيمة هذا الكتاب من الناحية العلمية والمعرفية والدبية والتاريخية والنقدية إل أنه قد سقط ف أحكام تعميمية وخضع لمقاييس ذاتية انطباعية تحت دوافع إيديولوجية ذاتية وشخصية والدليل على ذلك تراجع الباحث عن أحكامه النقدية ف كتابهquot أزمة الحداثة ف الشعر العربي الحديثquot الذي قوض كل النتاكئج التي توصل إليها الكاتب ف كتابه السابقquot ظاهرة الشعر الحديثquot وعليه فنحن نستغرب أيما استغراب لماذا التجأ أحمد المعداوي إلى هذه الطريقة التي دمر فيها كتابه الول وقوض دعاكئم رسالته الجامعية وشكك ف شاعريته وحطم مذهبه الشعري الذي عاش من أجله سنوات وسنوات فهل تحطيمه لرؤوس الحداثة الشعرية والحركة الشعرية المعاصرة ف كتابه quot أزمة الحداثةquot كنت
وراءه دوافع شخصية ذاتية أو دوافع سياسية وإيديولوجية أو أن هذا التراجع عن نتاكئج الكتاب الول هو نوع من المصداقية العلمية والعتراف بالخطإ أو هو نوع من المازوشية والهستيريا الذاتية لتحطيم الذات داخليا أو تحطيم الغير الناجح ف الختام ندعو ال العلي القدير لكل الطلب التوفيق والنجاح منقول من منتديات ستار تايمز Twitter YcnHe تعديل الخط
تحميل

PDF

143896 مشاهدة.

YcnHe

YcnHe

تلخيص شامل لكتاب "ظاهرة الشعر الحديث" للسنة الثانية من سلك البكلوريا , مسلك الاداب والعلوم الانسانية واللغة العربية بالتعليم الاصيل -احمد المعداوي المجاطي
أرسلت , عدلت .



كلمات مفتاحية :
تلخيص شامل لكتاب ظاهرة الشعر الحديث جميع الفصول
تلخيص شامل لكتاب ظاهرة الشعر الحديث جميع الفصول wetud docs ...